* أطيـــــــاف المـــــاضي *

أطيـــاف المـــاضي

*** أطيـــــــاف المـــــاضي *** 191

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

اكتب لكم اليــــوم بقلبٍ تموج فيـه المشـاعر كمــوج البحـر ثائـرةً لا

تهـــدأ بين شعــورٍ بالحــب يشوبه الخـوف مـــن الفــراق، والغضب

ممزوجــاً بالغــيرة علـى من أحببتهم، واليــأس محمــلاً بأمــلٍ بعيــد

ورجــاءٌ من الله أن يشفــي كــل مريـض، وهــدوء نفــسٍ لحــاضــرٍ

أعيش فيــه بين كل محبينى يعصف به القلق من مستقبــلٍ مجهــول

وقبل أن أخـــط بقلمي هذه الأبيــات غرقت بصــمتٍ طــويل وتفكــيرٍ

عميـــق وبصري ناظـــرٌ به إلــى اللا وجـــود لنقطــةٍ واهيــــةٍ بيــن

الحشائش الخضراء الزاهرة ونسيم الربيع يمس وجهـي باستحيــاء

محترمـاً صمتي في حضــوري وهــدأت جميـع الأصــوات حولي إلا

من صوت الطبيعة الندية الذي بدأ يعزف بروية ألحانه الشجية على

أوتار قلبي ألمـــاً يتمـــايل معها النسيـــم منسـاباً في خنوع عازفٌ

لحن الخلود في توافـــقٍ وانسيـابٍ عجيب يملأهمــا الحب والحنيــن

لمــاضٍ . . أبت أطيــافه ألا تفارقنــي على مـر السنين ولم أدري كم

من الوقــت مكثت علـــى هـذا الحــال، لكنــى أفقت بعدها لأكتـب هذه

الأبيــات، فاقبلــوها مني بطيب نفسٍ لعلهــا تجد طريقها لقلوبكم كما

شعــرت أنا بها وقت كتابتـها، وأسف لإطالتــي بمقدمتي ولكم منــي

خالص الــود.

*** أطيـــــــاف المـــــاضي *** 173

والتقطت ريشتي بيـدٍ يكســوها الحـــزن عميقاً من شـــدة الآلآمي

أخط بها أعـــذب ما كَتَبَت يـداي في العشــق عـلى مــــر الزمــاني

احكي عن حب عمري فاض به الحنين شوقاً للقيـاها طــول الليالي

عازف بدموعي شجناً على أوتارالطبيعة الندية أخر لحنٍ للوفـائي

اُخَــبْر فيهـا عـن صريــع الهـــوى ذاب عشقـاً في حبـك يالغـرامي

فيا سامعي آهاتي خبروها أني فى بعدها أتجرع كاسات الحرمـــاني

اقضي نهاري حائر الفؤاد يعتصرني الفراق ندماً فمن يُبـالى بحالي

ساهـرٌ بليلي مسفـوح الدمعِ عليلٌ أبي أن يجف الدمع حتى بمنامي

آوه يا قلب أضناني الفراق شوقاً لأحضانها راضٍ به ولـو بأحلامي

وبكت عيون الذبيح في حبها ينشد نور شمسها بعد طول الظلامي

فلا أطيق عيشاً من بعد فراقها فالموت عندي ارحم من هالقضبانِ

وطعنات بالظهر على يد الغــادرين قابلتهــا في عشقهـــا بالابتســامِ

حسايف على ليال قد مضت سابحٌ في سمائها مغردً بعذب الكــــلامِ

وأطياف الماضي تراودنـي على استحيــاءٍ خجولة محمــلةً بالآلامِ

ينسدل وشاحها في كبرياءٍ وحياءٍ يلفني بصمت في بحرٍ من الغرامِ

يا بنت النـور طائفٌ بليلى ونهاري على أعتابك راجياً منك الإلهامِ

ونيران شوقي تكوي الفؤاد فى عشقها فمن لي إلاك يا رب الأنامِ

رب ارحم ضعفي وذلي واجمعني بها في الدارين فهو غاية المـرامِ

أواقبض روحي إليك راضٍ عني غيرمفتون يا ذا الجلال والإكـرامِ

دعوتك يا من يجيب المضطرإذا دعاه فأقبلها مني يا ودود بسـلامٍ