بسم الله الرحمن الرحيم
الإعلام في شهر الصيام
بعض العادات السيئة في رمضان
إن وسائل الإعلام المرئية تنشط في رمضان كما هو مشاهد بشكل عجيب، تكثف جهودها، وتحشد جنودها، وترص صفوها، من أجل شغل الأوقات في هذا الشهر الكريم، عبر استعدادات كبيرة وإمكانات ضخمة، وفي أي شيء يا ترى شغلت تلك القنوات الأوقات؟ لقد بثوا برامج صنعت واعدت خصيصاً لشهر الصيام، فيها الأغاني الماجنة، والأفلام الهابطة، والرقصات الفاجرة، والأفكار الضالة الماكرة، ..
عباد الله: هنيئاً لكم بشهر الصيام، شهر البر والقيام، وشهر الخيرات والفضائل العظام، شهر الكف عن الحرام، وترك فضول الطعام والكلام، شهر رمضان المساجد فيه مليئة معمورة، والسيئات فيه بعيدة مهجورة، والناس فيه بين صائم وقائم، وتال لكتاب ربه وذاكر، ومتصدق وباذل، وأقلهم من كف نفسه عن الأذى والحرام.
أيها المسلمون: وفي ظل هذه الصور المشرقة والمضيئة نجد رمضان قد صار -وللأسف- عند فئات من الناس: شهر للأكل والكسل، والتسوق والسهر، وامتد الأمر عند بعضهم إلى أن صار شهر رمضان عندهم: شهر للغو واللهو الحرام.
عباد الله: إن وسائل الإعلام المرئية تنشط في رمضان -كما هو مشاهد- بشكل عجيب، تكثف جهودها، وتحشد جنودها، وترص صفوها؛ من أجل شغل الأوقات في هذا الشهر الكريم، عبر استعدادات كبيرة وإمكانات ضخمة، وفي أي شيء -يا ترى- شغلت تلك القنوات الأوقات؟.
لقد بثوا برامج صنعت وأعدت خصيصاً لشهر الصيام، فيها الأغاني الماجنة، والأفلام الهابطة، والرقصات الفاجرة، والأفكار الضالة الماكرة، حتى أضحى فئام من الناس يفطرون على نعمة الله تعالى، ويشاهدون ما فيه معصية لله؛ من برامج هزلية، ومسلسلات فكاهية، تتهكم بالشريعة، وتسخر من أهل الفضيلة بحجة حرية الرأي والفكر.
أيها الصائمون: لقد تبلد الإحساس عند بعض الناس؛ بسبب السيل الجارف من القنوات، وما تحمله من العفن والقاذورات، وماتت الكثير من الفضائل فصار بعض الناس يتقبل أن ينظر في الشاشة رجلاً يحتضن شابة؛ لأنه يمثل دور أبيها، وصرنا لا ننكر أن تظهر المرأة حاسرة للرأس، كاشفة عن الشعر والرقبة، مظهرة للذراعين والساقين، بل ألف البعض منا مناظر احتساء الخمور وصور الاغتصاب والسرقات والقتل والسباب بأقذع الألفاظ بدعوى التمثيل والفكاهة.
أيها الصائمون: قولوا لي بربكم: هل يتناسب ما يطرح في تلك الفضائيات مع شهر الصيام والخيرات؟ وهل حقق التقوى من أمضى وقته في التسمر أمام الشاشات والقنوات؟!
أيعقل يا أولي الألباب أن يصير هذا الشهر عند المحرومين شهراً يتضاعف فيه الإثم والعصيان؟!
أيليق أن يقابل شهر الخيرات، بالإقبال على الموبقات والإدبار عن الصالحات؟!
يا معاشر الصائمين: توبوا إلى ربكم، وأنيبوا إلى مولاكم واعلموا أن من صامت حواسه عما حرم الله فهو المقبول إن شاء الله، ومن صام عن الطعام والشراب، وأفطر بصره على الحرام، وسمعه على الحرام، وقلبه على الأنس بالحرام، فيخشى عليه من رد الصيام والقيام أو من فقدان أجرهما، قال صلى الله عليه وسلم: "من لم يدع قول الزور والعمل به، والجهل، فليس لله حاجة في أي يدع طعامه وشرابه ".
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم ..