معبد دندرة
يتشابه تخطيط معبد دندرة مع معبد ادفو تماما ومن المرجح انه
بنى على نفس التخطيط. ولكن لم يكتمل باقى العناصر وهى السور الخارجى
والفناء والصرح كما كان مخططا. يوجد بمعبد دندرة بداخل السور الخارجى
الكبيرة مقصورة ترجع للأسرة 11 وبيت ولادة من الاسرة 30، مقصورة بطلمية،
معبد ايويس من عصر اغسطس، معبد كبير لحتحور من اواخر العصر البطلمى الى
بداية العصر الرومانى، بيت ولادة عصر رومانى، بحيرة مقدسة ، مقسورة للزورق
بالقرب من البحيرة ومصحة.
وعدة ابار يرجع الكهنة اصل بناء معبدهم الى اقدم العصور فيذكر نص من دندرة ما يلى:
"ايات
دى : التخطيط العظيم لايرنت، تجديد الاثر الذى شيده ملك الجنور والشمال،
سيد الارضين ( من خير رع، سيد التجلى، جحوتى مس طبقا لما وجده فى كتابات
قديمة من عهد الملك خوفو".
ؤدى بوابة المعبد إلى بهو الأعمدة [ G ]
"Pronaos " وقد بينت فى عصر القيصر تبيريوس وزينت جدرانه فى عصر كاليجولا
وكلاوديوس ونيرو وتشبه فى تخطيطها مثليتها فى معبد ادفو وبها اربعة وعشرين
عمودا ذات تيجان حتحورية ويؤدى باب الى المعبد الأصلى والذى اثبتت الدراسات
الحديثة أن بنائه يرجع إلى عصر بطلميوس الثانى عشر. وتبلغ مساحة المعبد
الأصلى 81 × 38 م وقد بنى من الحجر الرملى ويتكون من:
صالة تستند على ستة أعمدة حتحورية تعرف باسم صالة التجلى
ثلاث قاعات على الجانب الشرقى وهى:
حجرة المعمل، حجرة المخزن، قاعة القرابين وتعرف بالصالة الوسطى.
وثلاث قاعات على الجانب الغربى:
قاعة المخزن " الكنوز"، قاعة الصالة الوسطى، قاعة المقصورة.
ثم
نصل بعد ذلك إلى صالة القرابين ومنها يؤدى مدخل الجدار الغربى إلى السلم
الغربى وعن طريق الممر إلى قاعة المخزن ثم إلى قاعة. ويؤدى مدخل الجدار
الشرقى إلى قاعة السلم الشرقى
وعلى محور المعبد يصل مدخل من صالة القرابين إلى صالة التاسوع وأمامها قدس الأقداس ويحيط به عدة قاعات شرقاً وغرباً:الجانب الشرقى :
قاعة الأقمشة، قاعة وعرت خبرعات، قاعة مسخنت، قاعة سوكر أوزوريس، قاعة حور سماتاوى.
الجانب الغربى :
قاعة المنيت، قاعة ايحى.
توضع
تماثيل الآلهة المحمولة فى الفناء وتقدم لها العديد من القرابين تم تجهز
فى "وعبت" فتدهن بالدهون وتلبس وتزين لإعدادها لعيد "الاتحاد مع قرص الشمس"
وهذا الاحتفال يحدث فى عدة مناسبات ولكن بصفة خاصة فى عيد بداية العام
الجديد، وفيه تحضر تماثيل الآلهة من سراديب المعبد إلى قاعة الـ "وعبت" حيث
تلبس وتجهز برموزها ثم يحملها كثير من الكهنة ويصعدون على السلم الغربى
إلى سقف المعبد متجهين إلى حجرة " جوسق " فى الركن الجنوبى الغربى حيث
يتعرضون للشمس، وهكذا يتزودون بقوة حيوية جديدة للعام الجديد وفى النهاية
تحمل التماثيل ويهبط الموكب عن طريق السلم الشرقى الى داخل المعبد أى أن
"وعبت" جزء من المسرح الذى كان تجرى عليه احتفالات بداية العام الجديد.
ويوجد
على السطح بالإضافة إلى الجوسق مقصورتان تتكون كل منها من فناء وحجرتين
وهما مخصصتان كما فى المعابد الأخرى لهذا العصر لعبادة أوزوريس فى شهر
كيهك. وتوجد أنشودتان إحداهما طويلة تمتدح أوزوريس فى جميع الأقاليم وتذكر
أماكن عبادة أوزوريس فى جميع أنحاء العالم والنص موجود على جانبى فناء
الشمس للحجرات الغربية الخاصة بأوزوريس ولها علاقة واضحة بنص كيهك ف فناء
الضوء للحجرات الشرقية والأخرى قصيرة وبها بعض الاختلافات تظهر بعض اراء
جديدة للكهنة وحجرات العبادة على السطح معروفة منذ الدولة الحديثة ولكنها
عادة مفتوحة ومخصصة لعبادة الشمس.
بيت الولادة:
وهو مبنى مستقل تقام
فيه الشعائر كل عام للاحتفال بعيد ميلاد الإله الشاب ايحى ابن حتحور سيدة
دندرة وحورس الإدفوى. وترجع هذه الطقوس على الأقل حتى عصر حتشبسوت، وطبقا
لأسطورة الميلاد فان أمها كانت إنسانة عادية من البشر، بينما كان أبوها
الإله آمون أما الآن وتحت حكم أجنبى فان الكهنة نقلت قصه الميلاد إلى عالم
الآلهة تماما.
ودندرة هى المعبد الوحيد الذى يحمل نص تأسيس باليونانية
لا يرى بالعين المجردة. وكان يعتقد أن كليوباترا السابعة صورت مرتين فقط
على الجهة الخلفية لمعبد دندرة ولكن ثبت من دراسة ألقابها وتاجها المميز
بأنها صورت بهذا المعبد 63 مرة فى أماكن مختلفة.
وأدرك العلماء أن
المناظر المسجلة على الجدران قد وضعت طبقا لنظام معين مدروس له قواعد معينة
يجب مراعاتها وإلا تعذر فهم النصوص فهما جيدا وقد سمى فيليب درشان هذا
النظام " قواعد المعبد " تم تبع ذلك دراسة هامة لـ "اريش فينتر" الذى أوضح
فيها مثلا هاما لقواعد المعبد فى نصوص للطقوس وهى ان بناء النص ومحتواه
يتغير طبقا للمستوى الموجود به المنظر. أى أن عند دراسة منظر أو طقس ما
لابد من مراعاة قواعد معينة من بينها المنظر المجاور أو الطقس المقابل أو
ما يعرف بالسيميترية . كذلك مراعاة أن كل منظر لا يعكس بالضرورة طقس فعلى
للعبادة وإنما يضم تفاصيل معينة خاصة بالكون حيث أن المعبد صورة مصغرة
للكون ولذلك فإن العناصر المعمارية تعبر عن الكون ولذلك يكون مكان وشع
المنظر له أهمية خاصة. ويجب ألا تقرأ النصوص أو يفهم المنظر منفصلا عن
العنصر المعمارى أو المكان الموجود فيه ومن ضمن قواعد المعبد التى تلاحظها
أيضا الملابس والتيجان ، فقد ثبت أن الملك حينما يقوم بطقس معين فانه يرتدى
تاج الإله المرتبط بهذا الطقس. وإذا كانت مناظر معينة سجلت فى مكانين
يقعان جغرافيا على اتجاه الشمال والجنوب مثلا فنجد الملك يرتدى التاج
المناسب للاتجاه الجغرافى بالإضافة إلى اختيار ألقاب معينة للملك أو الإله
لأسباب معينة أو اختيار ألفاظ معينة لإحياء بفكرة بعينها، فكل شىء اختير
بعناية ثم تقدم البحث خطوات اكثر فى هذا الاتجاه لفهم " قواعد المعبد "