زواجه
صلى الله عليه وسلم من خديجة بنت
خويلد رضي الله عنها:
لما بلغ
رسول الله صلى الله عليه وسلم خمسًا
وعشرين سنة، تزوج خديجة بنت خويلد،
وهي من سيدات قريش، ومن فضليات
النساء، وكانت أرملة توفي زوجها أبو
هالة، وكانت إذ ذاك في الأربعين من
عمرها، وقيل في الثامنة والعشرين،
وكانت امرأة تاجرة، تستأجر الرجال في
مالها، وتضاربهم بشيء تجعله لهم.
وخديجة
رضي الله عنها أول امرأة يتزوجها
الرسول صلى الله عليه وسلم، ولم
يتزوج عليها في حياتها، وولدت له كل
ولده إلا إبراهيم، فولدت القاسم وعبد
الله (الملقب بالطيب والطاهر)، وثلاث
بنات هن: أم كلثوم، ثم فاطمة، ثم رقية.
أما إبراهيم فقد ولدته مارية القبطية
التي أهداها له مقوقس مصر.
وقد مات
القاسم وعبد الله قبل الإسلام، أما
البنات فأدركن الإسلام وأسلمن رضي
الله عنهن، وتوفيت خديجة رضي الله
عنها قبل هجرة النبي صلى الله عليه
وسلم إلى المدينة بثلاث سنين.
وكان
النبي صلى الله عليه وسلم يثني
عليها، ويظهر محبتها وتأثره لدى
ذكرها بعد وفاتها، فقد كانت لها
مواقف عظيمة في الإسلام، وفي نصرة
الرسول صلى الله عليه وسلم والإيمان
به.
مظاهر
من حفظ الله عز وجل لرسوله صلى الله
عليه وسلم قبل بعثته:
1 -
حفظه صغيرًا بداية من إرضاعه
واصطفائه من أوسط النسب وأشرفه،
وولادته من نكاح صحيح وليس من سفاح
باطل.
2 -
كفالة جده عبد المطلب -وهو سيد قريش-
له طفلاً إلى أن بلغ الثامنة من عمره
وتوفي جدّه، فانتقل إلى كفالة عمه
أبي طالب -وهو سيد قريش أيضًا- وفـي
ذلك ما فيه من المنعة. والتاريخ يحدّث
بحب عبد المطلب وأبي طالب الشديد
للرسول صلى الله عليه وسلم.
3 -
حفظه شابًا من أن يقع فيما يقع فيه
الشباب من الفحش والخنا، والأدلة على
ذلك كثيرة منثورة في كتب السيرة، وقد
اشتهر صلى الله عليه وسلم بين قومه
وهو شاب بالصدق والأمانة.
4 - حفظ
قلبه طاهرًا فلم يعبد إلهًا غير الله
عز وجل، ولم يسجد لصنم، ولم يتمسح
بوثن، ولم يحلف بغير الله، هذا مع
بغضه الشديد لآلهة قومه (اللات
والعُزّى وغيرهما).
5 -
إعداده إعدادًا معصومًا من نزغ
الشيطان ونفثه، وحفظ باطنه صحيحًا،
وقد تجلى هذا في حادثة شق الصدر
الأولى والثانية.
وجملة
القول: إن الله تعالى هيأ لرسوله صلى
الله عليه وسلم من الحفظ والرعاية ما
جعله جديرًا بتلقي الرسالة الخاتمة
لهداية البشر.
البشارات
برسالته
صلى الله عليه وسلم:
جاءت في
القرآن الكريم بشارة عيسى عليه
السلام لقومه ببعثة محمد صلى الله
عليه وسلم، قال الله عز وجل: (وإذ قال
عيسى بن مريم يا بني إسرائيل إني رسول
الله إليكم مصدقًا لما بين يديَّ من
التوراة ومبشرًا برسول يأتي من بعدي
اسمه أحمد فلما جاءهم بالبينات قالوا
هذا سحر مبين) (الصف:6).
وجاءت
في إنجيل برنابا عبارات مصرحة باسم
النبي صلى الله عليه وسلم، مثل
العبارة: (163/7: أجاب التلاميذ: يا معلم!
مَن عسى أن يكون ذلك الرجل الذي تتكلم
عنه، الذي سيأتي إلى العالم، أجاب
يسوع بابتهاجِ قلبٍ: إنه محمد رسول
الله).
وتكررت
مثل هذه العبارات في إنجيل برنابا (حرمت
الكنسية تداوله في آخر القرن الخامس
الميلادي وهو الآن مطبوع) ، وكذلك في
إنجيل لوقا (2/14) بلفظ: (أحمد)، وفي
إنجيل يوحنا جاءت البشارة بلفظ: (الفار
قليط)، ومعناها الحامد أو الحمّاد أو
أحمد.
وفي
التوراة كان الإخبار والتبشير
بنبوته صلى الله عليه وسلم، ولكن يد
التحريف طالتها، قال الله عز وجل: (الذين
يتبعون الرسول النبي الأمي الذي
يجدونه مكتوبًا عندهم في التوراة
والإنجيل والقرآن، يأمرهم بالمعروف
وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات
ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم
إصرهم والأغلال التي كانت عليهم) (الأعراف:157).
قال ابن
تيمية (في الجواب الصحيح) : (والأخبار
بمعرفة أهل الكتاب بصفة محمد صلى
الله عليه وسلم عندهم في الكتب
المتقدمة متواترة عنهم). هذا عدا ما
كانت تحدث به يهود، ورهبان النصارى،
والعرب وكثير من الأمم بأن نبيًا قد
اقترب زمانه وآن أوانه.
والبشارات
برسالته صلى الله عليه وسلم كثيرة،
يضيق المقام عن حصرها، وتلتمس في
مظانها.
أسماؤه
صلى
الله عليه وسلم:
ومن
أسمائه صلى الله عليه وسلم : محمد ,
أحمد , الماحي . الذي يمحو الله به
الكفر، والحاشر الذي يحشر الناس على
عقبيه ، والعاقب الذي ليس بعده نبي ،
ونبي التوبة ، وسماه الله تعالى
رؤوفا رحيماً.