بعض
مظاهر أذى قريش للمسلمين:
1-
الضرر المادي والسب العلني:
ومن ذلك
وضعهم بقايا الحيوانات ودماءها
ومشيمتها - غشاء رقيق يحيط بالجنين-
بين كتفي النبي صلى الله عليه وسلم
وهو ساجد. وقد خنق عقبة بن أبي معيط
رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو
يصلي في فناء مكة، وكانت قريش تسبّ
الرسول صلى الله عليه وسلم وتقول له
مذمم - من الذم وهو عكس الحمد -، وتسبّ
القرآن ومن أنزله ومن جاء به، وقد
اجتمعت قريش لقتل الرسول صلى الله
عليه وسلم مما كان سبباً مباشراً
للهجرة إلى المدينة .
ومن أذى
المشركين للمسلمين طعن أبي جهل
للسيدة سمية أم عمار بن ياسر بحربة في
فرجها فقتلها، وطرحهم لبلال بن رباح
على الرمضاء في حر مكة، وإلقاؤهم
صخرة عظيمة على بطنه بعد أن ألبسوه
درعاً من الحديد في الحرّ الشديد.
2-
السخرية والاستهزاء والضرر النفسي:
وهذا من
الأساليب التي اتبعتها قريش في
الإيذاء، حيث اتهموا الرسول صلى الله
عليه وسلم بالكذب وبالسحر
وبالكهانة، ووضعوا في عنق بلال بن
رباح حبلاً وأسلموه للصبيان ليطوفوا
به شعاب مكة وهو يقول : أحد أحد، وغير
ذلك من الأمثلة التي تبين مدى
استهزائهم بالمسلمين .
3-
الحصار الاقتصادي والاجتماعي:
لم يمنع
الإيذاء البدني والنفسي الناس عن
الدخول في الإسلام فتعاقد كفّار قريش
على بني هاشم وبني المطلب - وهم بطن
النبي صلى الله عليه وسلم من قريش -
ألا يناكحوهم ولا يبايعوهم ولا
يكلموهم ولا يجالسوهم، وكتبوا في ذلك
صحيفة، وحصروهم في شعب أبي طالب مدة
طويلة (قيل ثلاث سنوات أو أقل) وقد كان
الحصار كاملاً بمعنى الكلمة، وذلك
حتى يسلموا رسول الله صلى الله عليه
وسلم للقتل، ولكن الله عصمه رغم
البلاء والشدة.