هالة سرحان على الشاشة مجدداً... هل عادت لتنتقم؟
بيروت - غنوة دريانبعد
ثلاث سنوات من الغياب القسري عن مصر بسبب فضيحة حلقة «بنات الليل» على
«روتانا سينما»، استُقبلت بالطبل والزمر هالة سرحان، رئيسة قناة «روتانا
سينما» وصاحبة الجملة الشهيرة «مش حتقدر تغمّض عينيك» في مطار القاهرة.استُقبلت
هالة استقبال الفاتحين، وفي طليعة مستقبليها كلّ من المخرج خالد يوسف
والممثلة مي عز الدين والمخرج علي رجب الذي أحضر فرقة «زفة» لإضفاء مزيد
من أجواء الفرح على عودة الإعلامية، ذلك بالإضافة الى أسماء إعلامية
معروفة عدة تُعتبر بمثابة تلامذة هالة.هالة عادت تصاحبها روايتان
متناقضتان: الأولى أنها كانت ضحية مكيدة ومؤامرة أطاحت بها وهي في عزّ
نجاحها الإعلامي، خصوصاً أنها فتحت ملفات تُعتبر من المحرمات أو تجاوزاً
للخطوط الحمر. فوقعت في شبكة ما يسمى حلقات «بنات الليل»، وغادرت مصر
متنقّلة بين دبي والولايات المتحدة حيث مقر إقامة زوجها، لكن طبعاً من دون
أن تستغني «روتانا» عنها أو ترفع الغطاء الإعلامي عنها. بل على العكس
قدّمت هالة خلال تلك الفترة برنامجاً عبر هذه الشاشة من لبنان وتحت إدارة
المخرج سيمون أسمر.صحيح أن البرنامج كان بمثابة اعتراف بأن هالة ما
زالت متواجدة وبقوة على الساحة الإعلامية، لكن الإعلامية – النجمة لم تكن
تلك التي طالما عرفناها فبدت كأنها طائر يغرّد خارج سربه، وبرفقته كثر ممن
تعوَّد عليهم. فلم تكن التجربة استمراراً لسلسلة نجاح هالة سرحان ولا
علامة فارقة في تاريخها الإعلامي.تقول الرواية الثانية إن هالة
وصلت الى درجة من الثقة بالنفس، وإن الجمهور يمكن أن يصدّقها في كل ما
تقدّمه على الشاشة. فهذا ما حصل فعلاً في حلقات بنات الليل، التي استأجرت
الإعلاميَّة خلالها فتيات ادّعين أنهن فتيات ليل، وسرعان ما انكشف أمرها
واستُبعدت من القناة وفضّلت أن تسافر خارج البلاد، بعدما وُضعت على لائحة
ترقّب الوصول.لكن اليوم اختلفت الصورة. فيبدو أن ثورة 25 يناير
المصريَّة أرادت أن تعيد هالة الى الساحة الإعلامية مجدداً انطلاقاً من
«عفا الله عما مضى»، أو إيماناً بأنها فعلاً شخصية إعلامية مظلومة وعليها
الرجوع الى مكانها معزَّزة مكرَّمة. السؤال الذي يتبادر الى
الذهن، هل عادت هالة لتنتقم من الذين أقصوها ثلاث سنوات، وهم المحرّضون
والمنفذون؟ بالنسبة إلى المحرّضين، يؤكد المقربون من هالة أنهم عدد من
الشخصيات النافذة في النظام السابق، بينما المنفّذون هم مجموعة من الوجوه
الإعلامية التي فجرت قضية «فتيات الليل» وأبرزت بالأدلة والبراهين أن هذه
الحلقات هي ملفّقة جملة وتفصيلاً وأن هالة خدعت الجمهور الذي كان يتابعها
بشغف.من بين أبرز تلك الوجوه، الإعلامي سيد علي الذي كان صحافياً
في جريدة «الأهرام»، والذي فجّر هذه القضية عبر برنامج «90 دقيقة» الذي
كان يقدّمه في تلك الفترة الإعلاميان معتز الدمرداش ومي الشربيني.يذاع
البرنامج يومياً على قناة «المحور» ويقدّمه اليوم سيد علي نفسه مكافأة له
على كشفه الحقيقة. في اتصال مع سيد علي، قال إن امرأة حضرت الى مكتبه في
«الأهرام» يرافقها كلّ من ابنتها وخطيبها ورووا له أن الإبنة تعمل لدى
شركة تزوِّد برامج المنوعات بكومبارس للتصفيق وإضافة مزيد من الحيوية على
الحلقات، وأن فريق إعداد برنامج هالة اختار مجموعة من الفتيات من تلك
الشركة وطلب منهنّ تمثيل دور فتيات ليل، بشرط حجب وجوههن. لكن لسوء حظ تلك
الفتاة أنها كانت ترتدي «تي شيرت» أهداها لها خطيبها، وعندما شاهدها جنّ
جنونه وواجه خطيبته التي اعترفت له بما حصل فاتخذ قراراً بفضح الحقيقة.يقول
منطق أصحاب نظرية المؤامرة إن ثمة من حرَّض سيد علي ومن روَّج لروايته
للقضاء على هالة، أي منعها من الظهور على أي قناة مصرية خاصة، على رغم
أنها ساهمت في إطلاق قنوات فضائية عدة والترويج لها، أولها راديو وتلفزيون
العرب «إي أر تي»، ثم ما لبثت الغيرة النسائية أن أدّت دورها بين هالة
سرحان وبين رئيسة المحطة وزوجة الشيخ صالح كامل الإعلامية والفنانة صفاء
أبو السعود فغادرت هالة إلى محطة «دريم»، حيث حققت نجاحاً لافتاً من خلال
برنامج حواري قدمته آنذاك، لكنها تجاوزت الخطوط الحمر حينما عالجت في إحدى
حلقات البرنامج مسألة «العادة السرية» فما كان من صاحب المحطة الدكتور
أحمد بهجت إلا أن استغنى عن خدماتها بعد الحملة التي شُنّت عليها، فكان
الفراق بين «دريم» وهالة حتى حطّ بها الرحال على شاشة «روتانا سينما»على
«روتانا سينما»، شهدت هالة الحقبة الذهبية لها عبر برنامج «هالة شو» الذي
استقبلت خلاله كلّ نجوم الصف الأول في مصر، فأتى بعضهم نتيجة الصداقة التي
تجمعه بهالة وبعضهم الآخر لأسباب أخرى مثل الزعيم عادل إمام الذي روى قصة
حياته عبر هذا البرنامج.ثمة من يرى أن هالة سرحان إنسانة مظلومة،
لكن حتى الآن لا نعرف من ظلمها وكيف، هي وحدها قادرة على الإجابة عن هذين
السؤالين. فبماذا ستبوح، وهل ستنتقم من الذين ظلموها إذا كانت فعلاً
مظلومة؟يتردّد بعض الأخبار عن أن هالة تحضّر برنامجاً سيكون
حوارياً نارياً غايته فضح بعض رموز النظام السابق، إضافة إلى تجارب عاشتها
شخصياً نتيجة لشجاعتها وتجاوزها التابوهات، خصوصاً في حلقات تحدثت فيها عن
سياسة كبت الحريات التي كان يمارسها النظام السابق. فماذا ستقول هالة لسيد
علي ومعتز الدمرداش وغيرهما من الصحافيين والإعلاميين الذين اعتبروا أنها
كانت مخطئة؟ وهل سيكون لهؤلاء موقف آخر مغاير بعد 25 يناير؟ثمة خطر
آخر على هالة أن تأخذه بشكل جدي للغاية، وهو ازدياد تأثير الجماعات
السلفية في المجتمع المصري التي تناصب هذه الإعلامية العداء وتعتبرها إحدى
النساء اللواتي تخطّين الحدود وتجاوزن تقاليد متوارثة كثيرة، ورحن يبحثن
عن دور للمرأة لا يتناسب مع العادات العربية. لذا فإن المرحلة المقبلة
لهالة ليست وردية كما يتخيّل البعض أو كما تتخيَّل هي، فربما بدأ عصر
الديمقراطية في مصر لكنه مزروع بأشواك كثيرة، لا سيما تلك التي تريد
للمرأة أن تعود الى عصور الجاهلية...