التأكيد الإلهي على مكانة الرسول ، وأهمية سنة الرسول
الله
تعالى هو الذي أوجد التكامل والتلازم بين كتاب الله المنزل ، ونبيه المرسل
، وهو الذي فرض الإيمان بالاثنين معا ، وهو الذي خص رسوله بهذه المرتبة
العالية حتى صار الإيمان بالرسول جزءا لا يتجزأ من الإيمان بالله ، والله
جلت قدرته هو الذي أبرز أهمية سنة الرسول بفروعها الثلاثة حتى صارت جزءا
لا يتجزأ من دين الإسلام ، وفصلا جوهريا متداخلا تداخلا عضويا مع الشريعة
الإلهية المكونة حصرا من كتاب الله وسنة رسوله .
فهو
جلت قدرته الذي اختار نبيه للرسالة ، فأعده ، وأهله وعصمه ، وكلفه
بالإمامة والولاية ، وأمر المسلمين والمؤمنين أن يأتمروا بأمره وأن ينتهوا
بنهيه : ( . . . وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ) ( 1 ) فأمر الرسول كأمر الله ، ونهي الرسول كنهي الله . وقال تعالى مخاطبا المكلفين : ( فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ ) (