قصة يرويها رجل ايطالي هداه الله تعالى للإسلام يقول:
في احد الأيام و بينما أنا في
المركز الإسلامي في ايطاليا إذ تقابلت مع رجل شاب ايطالي أعطاه الله من
جمال الشكل والوسامة الشيء الكثير ملتحي يتلألأ وجهه نورا اسمه احمد
فسألته عن أحواله و من أي المدن هو فأخذ يسرد لي قصته ويقول عن نفسه احمد:
كنت أعيش في مدينة ميلانو عمري لم يتجاوز الثالثة و العشرون أعيش في
الظلام ورثت عن والدي المتوفي مبالغ كبيرة جدا وقصور و مصانع وسيارات
فارهة حتى كنا نعد من العائلات ذات الثراء الفاحش في ايطاليا لم يكن يعيش
في القصر معي سوى أمي و أختي.
كنت لا اترك يوما من عمري بدون عشيقة وخمر ومخدرات منذ اللحظة التي استيقظ فيها وحتى أنام فأدمنت المخدرات بكل أصنافها و أنواعها
كنت إذا رجعت القصر على هذه الحالة وأجد أمي أمامي أقوم بضربها ضربا شديدا
وادخل إلى غرفتي و أنام وكان هذا حالي معها كل يوم تقريبا حتى أنها اصطبحت
تختبئ مني حتى أفيق...
كنت إذا خرجت من باب قصري بسيارتي الفارهة أجد عند باب قصري أكثر من احد
عشرة فتاة من أجمل الجميلات ينتظرنني ليركبن معي وأتسلى بمن يقع عليها
الاختيار في ذلك اليوم ثم أبدلها بأخرى في اليوم التالي....
ومع ذلك لم اشعر بالسعادة يوما حتى أنني كنت اشعر بضيق شديد يعتصر صدري
كنت عابس الوجه غليظا شديد العصبية خرجت في احد الأيام إلى احد المقاهي في
فترة الظهيرة و لم ارغب اصطحاب أي من الفتيات معي واشتريت جريدة وطلبت
كوبا من القهوة وجلست اقرأ في المقهى على طريق المشاة.
فإذا أنا برجل يقف بهدوء خلف كتفي وانا لا التفت إليه يسألني مبلغ مئة
ليرة ايطالية و يقول أريدها دينا أرجعه لك بعد شهر (والمائة ليرة ايطالية
لا تساوي شيئا يذكر تقريبا عشرة ريالات سعودي أو أقل )
يقول فأخرجتها من جيبي ورفعت يدي إلى الخلف دون النظر إليه وطلبت منه الانصراف لأنني لا أحب المتسولين فلم أكن أطيق النظر أليهم.
واستمريت على حالي هذا و بعد شهر تقريبا كنت في ذات المقهى احتسي قهوتي
كعادتي وإذا بذلك الرجل يعود الى ويضع يده على كتفي مرة أخرى فالتفت إليه
وكان كبيرا ذو لحية بيضاء وجرى بيني وبينه الحوار التالي:
احمد: ماذا تريد؟
الرجل: قد استلفت منك مبلغا من المال مئة ليرة قبل شهر ألا تذكر وهذا هو المبلغ أرجعه إليك في الموعد (واخرج لي مئة ليرة )
احمد: (بغضب شديد) هل آنت مجنون... أيها الغبي.... أنت تعلم أن من يأخذ هذا المبلغ الزهيد لا يرجعه ولو كان دينا.
الرجل: (بكل هدوء وثبات) ولكن ديني أمرني إذا أخذت أو استلفت شيئا أن أرجعه مهما كان صغيرا.
احمد غاضبا:.... وما دينك هذا؟
الرجل: الإسلام
احمد: الإسلام !!!! ولكن الإسلام دين قتل وإراقة دماء وإرهاب وتخلف
الرجل: بل الإسلام منهج حياة وسعادة لمن أحسن تطبيقه بطريقه صحيحة
يقول أحمد.... سمعت كلمة.... سعادة.... من ذلك الرجل الذي شابت لحيته و رق ثوبه وعلى وجهه ابتسامه تمنيتها ملكي وقلت في نفسي لا بأس
سأدفع مالي كله من اجل لحظة اشعر بما يشعر به هذا المسكين من سعادة و رضا ورأيت في يده ورقة مطوية فسألته ما هذا الذي في يدك...
قال بعض الكلمات عن الاسلام.... فأخذتها من يده و قلت هل تسمح لي بقرأتها قال الرجل بل هي لك.. ثم ذهب ولم يلتفت الي...
فناديته ثم قلت له هل تسكن قريبا من هنا؟
قال نعم........... قلت هذه المطوية صغيرة جدا أريد أكثر لأقرأ
قال الرجل سأحضر لك كل يوم في هذا المكان مطوية جديدة عن الإسلام و أنت تشرب قهوتك...
واخذ أحمد يحرص على ارتياد ذلك المقهى ليقرأ المطوية.
كان ذلك الرجل كان حريصا على الحضور للمقهى بالمطوية وفي الوقت المحدد.
بعد أن قرأت عشر مطويات تقريبا شرح الله صدري للإسلام واتيت للمركز
الإسلامي وشهدت أن لا إله إلا الله وان محمدا رسول الله وغيرت اسمي الى
احمد و بدأت اتعلم الدين الاسلامي وتطبيق منهجه...
بدأت امي تلاحظ التغير الذي حصل لي ولكني أصبحت عندما ادخل القصر اذهب إلى
غرفتي مباشرة دون أن اضربها بل العكس أصبحت اقبلها إذا رأيتها.....
فاستوقفتني مرة وهي خائفة حذرة وقالت لي ما الذي جرى لك يا بني؟
وهي ترى آثار لحيتي بدأت تظهر على وجهي.... قلت ما بك يا أمي لماذا أنت
خائفة؟... قالت: كنت يا بني إذا دخلت إلى البيت تضربني و الآن أنت تقبلني
على يدي ورأسي و لك أيام على ذلك فهل حصل لك شيء..
قال احمد : نعم لقد دخلت في دين الإسلام
قالت : وهل أمرك هذا الدين بتقبيلي.
قال احمد: نعم وأمرني بالإحسان إليك
قالت أمي مباشرة: أريد أن ادخل في هذا الدين
وأسلمت أمي واستبدلت الصليب المعلق على حائط غرفتي بلفظ الجلالة واشتريت
مصحفا مترجما للغة الايطالية ووضعته في غرفتي... وفي احد الأيام وبينما
أنا أهم بالدخول إلى غرفتي إذا بي أفاجأ... بأختي قد دخلت وجلست وبين
يديها المصحف المترجم تقرأه في ذهول عجيب وتركتها ولم أشعرها برؤيتي لها
حتى أسلمت بنفسها دون أن أتكلم بكلمة.
ومن العجائب التي حدثت لي انه بمجرد أن أعلنت إسلامي واغتسلت و بدأت
بتطبيق شعائر الإسلام ذهب عني إدماني للمخدرات فورا بدون مستوصفات أو
مستشفيات او عيادات نفسية فعلمت أن الإسلام يغسل ما قبله و يمسح كل ما فات
فزاد يقيني و تمسكي بالله ....
ثم يقول احمد غاضبا وبنبرة صوت جادة:لقد أضعت من عمري سنين في الملذات
والشهوات والكفر بالله وأعداء الدين ينصبون المكائد بأهل الإسلام و
يحاربون دين الله و يثيرون الفتن و يفترون على الله الكذب و إني اشهد الله
الذي لا اله إلا هو وبما علمت من الحق لأسلطن أموالي كلها وما بقي لي من
حياة لنشر هذا الدين في ايطاليا ولو كره الكافرون ...وكان هذا آخر كلامه
معي قبل أن نفترق فسبحان من أبدل قلبه في لحظة صدق.