السلام عليكم ..
يلاحظ أن بعض الأطفال يرتاحون إلى النوم على بطونهم منذ البداية؛ لا سيما إذا كانوا يشكون من مغص؛ إذ يبدو أن الضغط على البطن يزيل بعضاً من آلام المغص أو حتى على الأقل كما يتخيل الأطفال ذلك .. وهناك أطفال يفضلون النوم على ظهورهم، وللنوم على الظهر عيبان: أولهما أنه إذا تقيأ الطفل فإن فرصة رجوع بعض القيء إلى الحلق أكثر من نومه على بطنه؛ وبالتالي يعرض الطفل لصعوبة التنفس والازرقاق، وربما الاختناق لا قدر الله في بعض الأحوال. والعيب الثاني للنوم على الظهر بالنسبة للطفل أنه يثبت رأس الطفل مما يجعل مؤخرة الرأس تنضغط قليلاً إلى الداخل ويسبب بعض التشوهات بالجمجمة التي لم تعد عظمية بعد فتستجيب للضغط عليها، والنوم عليها لفترات طويلة بسبب ذلك، ومن الأفضل أن يعتاد الطفل على النوم في الوضع الذي يريحه مبدئياً على أن تقوم الأم بتغيير وضعه في الوضع الذي يناسبه والذي هو أكثر صحة لطفلنا العزيز.
وهناك أطباء يشيرون بضرورة تدريب الطفل على النوم على أحد جانبيه مستنداً إلى وسادات، إلا أنني أرى أن هذا أمر صعب التطبيق؛ إذ أن الطفل ينزلق دائماً عن الوسادات وينتهي به الأمر مستلقياً إما على بطنه أو على ظهره.. ومع ذلك هناك أطفال يبدؤون بتفضيل النوم على أحد جانبيهم منذ أن يبلغوا الشهر السادس من العمر وعلى الأم الذكية أن تدرب طفلها على إطالة فترة نومه أو القبول بالبقاء في الفراش في الصباح في حالة نوم الأم.
كما يجب نقل الطفل إلى غرفة للنوم غير غرفة الوالدين بعد نهاية العام الأول؛ وكلما كان الانتقال إلى غرفة مستقلة عن غرفة الوالدين مبكراً كان أفضل.. أما إذا استمر ينام في غرفة ولديه بعد تجاوز العام الأول فيحتمل أن يألف هذا التدبير ويتولد لديه خوف من النوم في أي مكان آخر؛ عدا غرفة والديه، وكلما تقدم في السن زادت الصعوبة في نقله إلى مكان آخر كما ذكرنا سابقاً.
ويفضل أن تبعدي سرير الطفل عن سريرك...
يحدث في بعض الأحيان أن يستيقظ الطفل مذعوراً أثناء الليل فيلجأ إلى غرفة والديه أو يأخذ في الصراخ دون انقطاع، ويعالج الوالدان الأمر كما يتبادر إلى ذهنهما بأن يأخذا الطفل إلى سريرهما لتهدئته ويبدو لهما أن هذا هو الحل الأمثل في ظرف كهذا؛ إلا أنه حل خاطئ؛ فحتى بعد أن يخلص الطفل من هذه المرحلة المزاجية الحرجة يظل متمسكاً بعادة النوم في سرير والديه، ويجد الوالدان صعوبة كبيرة في إقناعه بالإقلاع عن هذه العادة.. لذلك أعيدي طفلك دائماً إلى سريره على الفور ودون أي تردد، وكذلك يفضل أن لا تأخذ الأم طفلها إلى سريرها لأي سبب من الأسباب لكي ينام فيه حتى في المناسبات التي يكون فيها زوجها غائباً عن المنزل.
متمنياً للأطفال الأعزاء الصحة والعافية..
كل الود لكم