الظلام
مشكلة كبيرة يواجهها الصغاربل والكبار أيضاً، فيوجد الكثير منا يخاف من
الظلام وخاصة أثناء النوم، إذن ما الحلإذا كنت تخشى أنت الظلام أو يخشاه
أي فرد من أفراد أسرتك وخاصة الأطفال؟ إن الخوفمرحلة طبيعية يمر بها الشخص
خلال طفولته، وقد يفهمها البعض على أنها حالة من حالاتعدم النمو الطبيعي
للأطفال والتي تصاحبه في كبره، إلا إنه في واقع الأمر إحدىعلامات عدم
الفهم الكامل لأي ظاهرة يتعرض لها الإنسان.
فطفلك الصغيرلا يعي أن
الأشياء موجودة حتى وإذا لم يراها، لأنالأشياء ثابتة لا تتحرك، أي أنه لا
يعي أن الظلام يغطي الأشياء التي مازالت موجودةمن حولنا لكننا لا نراها
فقط. ونتيجة لحالة عدم الفهم هذه نجد ربطه الدائم بينالأشياء المتحركة
والثابتة، ويفسر كل شئ من حوله على أنها أشباح متحركة في الظلام،كما تبدو
له اللعب التي يحثها على أنها أشياء مخيفة تتحرك على الرغم من أنها فيحالة
ثبات. وكل ذلك شئ طبيعي، لكن الشيء الأهم من ذلك كله هو "كيف" يمكننا
مساعدةأطفالنا للتغلب على مراحل الخوف، بل وكيف نحقق لهم الشعور بالأمان،
وما هي وسائلمواجهة الخوف؟
أفكار جريئة:
شجع طفلك على أن يتحدث ويتكلم عنمخاوفه:
أحياناً
كثيرة نتجنب الحديث مع أطفالنا عن مخاوفهم،اعتقاداً منا بأن ذلك سيجعل
الأمر أكثر سوءاً. فعلى العكس تماماً، إذا أعطيناالفرصة لأطفالنا لأن
يعبروا عن أنفسهم ويتحدثون عن مخاوفهم، ستكون خطوة هامة في فهمهذه المخاوف
والتغلب عليها حتى وإذا كان الكلام لن يحل المشكلة بشكل كلي، فهو علىالأقل
يعلمهم وسيلة مهمة للتعامل مع مشاعرهم. وقد يكون الطفل غير قادر على
إخباركبكل شئ يجول بداخله، فإن رغبتك في الاستماع تكفي لأن تعلمه أن
مخاوفه ليس بالأمرالمستحيل لكي يتعامل معها.
إنصت لطفلك عندما يتحدث عن مخاوفه :
إن
الكثير منا لا ينصت إلى الأطفال عندما تتحدث عن مخاوفها، بلونحاول
الاستهزاء بها لأننا نعلم أن مخاوفهم هذه لا وجود لها مثل قولك (لا
تكنجبان، فلا يوجد أشباح في حجرتك). صحيح أنه يجب عليك أن تعلمهم عدم
الخوف وأن تخبرهمبعدم وجود الأشباح لكنه من الهام أيضاً أن تعترف وتقدر
مخاوفهم هذه ويكون تعقيبكعلى النحو التالي: "أعرف إنك تخاف من الظلام، تحد
ث عن أسباب مخاوفك هذه، لكنه فينفس الوقت يجب أن تعلم انه لا يوجد شئ يؤذي
في الظلام". وحاول أن تتفقد معه المكانالذي يشعر منه بالخوف. وستجد
الإصرار منه على الخوف على الرغم من محاولاتك المريرةوالتي لن يتخلص منها
إلا بعد ما يمر بمرحلة عمرية متقدمة. لكن التعامل مع هذهالمخاوف باحترام
وبدون التصغير من شأن الطفل سيسهل عملية التغلب عليها بأسرع مايمكن وحتى
لا تتحول إلى حالة مرضية.
قدم يد العون والمساعدة لطفلك:
يجب
عليك أن تنميروح الاعتماد على النفس عند طفلك، لكنه في نفس الوقت لزاماً
عليك أن تمد له يدالمساعدة عند الاحتياج إليك وخاصة في الأمور التي تتعلق
بالمشاعر والجوانب النفسية،فلا مانع أن تقف بجانب طفلك عندما يتعرض للخوف
(وخاصة الخوف من الظلام) بأن تمكثبجانبه حتى ينام ، أو أن تتحدث معه لبعض
من الوقت حتى تتلاشى مخاوفه.
علم طفلك التحكم فيالنفس:
توجد
غريزة داخل الأطفال تمكنهم من التغلب على مخاوفهم. فكثيراً ما يطلب الطفل
سماع القصص المخيفة، بل ويلجأ في طريقة لعبه إلى تمثيل دورالأشباح
والأشرار التي يثير بها نظرائه من الأطفال. وقد يستخدم مثل هذه اللعب
أوسماع القصص التي يغلب عليها طابع الإثارة كوسيلة طبيعية وتلقائية للتغلب
علىمخاوفه. ويركز الطفل على مخاوف بعينها لمدة أسابيع وأحياناً لمدة أشهر
وإذا لميتغلب عليها بالوسائل الدفاعية الطبيعية، لابد من اللجوء إلى
المساعدة الطبيةالمباشرة أو غير المباشرة.
علم طفلك اكتساب المهارات:
تجربة
الخوف التي يمر بها طفلك، هي في واقع الأمر فرصة حقيقيةلتعليمه اكتساب بعض
المهارات التي يستفيد منها فيما بعد طيلة حياته. علم طفلك كيفيبحث داخل
مخاوفه، كيف يكتشفها كيف يواجهها، وأخيراً كيف يجد الطرق والسبل
الملائمةالتي تشعره بالأمان.
منقول.....