إن
وجود طفل مدلل لا يعد مشكلة عرضية أو مؤقتة فقط، ولا هي مرحلة وتمر، فإذا
لم تعيدي تشكيل سلوك الطفل المدلل فسوف تعانين من سلوكه السيئ مدى الحياة..
وأكثر
فترة ستعانين فيها من هذا السلوك في فترة المراهقة لأن غالباً سيكون سلوكه
أسوأ، وعندما يكبر قد يجد صعوبة في التكيف مع أمور الحياة والناس، لأنه
يكون قد اعتاد أن يحصل على ما يريد عن طريق استخدام سلوكه السيئ.
ويقول
خبراء تربية الطفل إن الطفل المدلل هو الذي يثور عندما لا تلبى احتياجاته
ويذعن أبواه لرغباته بغض النظر عن وجهات نظرهما هما، على سبيل المثال،
الطفل يريد بعض الحلوى ولكن والدته ترى أنه يجب أن ينتظر إلى ما بعد
الغذاء، يبكى الطفل ويدبدب بقدميه ويلقى بنفسه على الأرض وهو ثائر. تستسلم
والدته وتعطى له الحلوى، هذا الطفل مدلل لأنه لم يلتزم بالقواعد التي
وضعتها والدته وقد استسلمت هي لسلوكه السيئ، فالطفل قد تعلم أنه يستطيع
الحصول على ما يريد عن طريق السلوك السيئ..
كيف يقع الآباء في هذه المصيدة؟
يقول خبراء علم الاجتماع إن الآباء يفسدون أطفالهم بدون قصد كالآتي:
ـ عدم وضعهم لقواعد محددة يتعايش بها الأطفال.
ـ عدم الحرص على الالتزام بالقواعد.
ـ عدم مكافأة الأطفال عندما يحسنون التصرف.
وينصحون بفعل الآتي:
ـ يجب أن يعرف الطفل دائماً ما الذي يتوقعه وما الذي نتوقعه نحن منه.
ـ وضع القواعد والحرص على تطبيقها، كما أن الطفل يشعر بالأمان في وجود روتين وقواعد معينة في حياته.
ولكن هذه القواعد يجب أن تكون منطقية ومناسبة لسن الطفل، وكلما كبر الطفل يجب أن تتغير القواعد أو تعدل لتناسب سنه.
ـ
مكافأة السلوك الجيد، سلوك الأطفال الجيد لا يجب أن يؤخذ على أنه أمر مسلم
به، فكل مرة يحسن طفلك التصرف كافئيه وامدحيه، فلا تتجاهلي السلوك الجيد
وكأنه شئ عادى ومتوقع.
يجب أن يجدد الأبوان في طريقة مدحهما لطفلهما،
فلا تستخدما دائماً نفس ألفاظ وكلمات المدح لأنه بعد قليل ستبدو كلماتكما
مكررة ولن يشعر طفلكما أنه يكافأ.
وأخيرا، إذا كنت تعتقدين أن طفلك قد
كبر وأصبح مدللاً وأن الوقت قد فات لإصلاح ذلك، فكرى مرة أخرى، فيعتقد
خبراء التربية أنه يمكنك إعادة ضبط سلوك طفلك باستخدام النصائح السابقة.
قد يستغرق ذلك منك شهوراً وقد يصبح سلوك طفلك في البداية أسوء من ذي قبل، ولكن النتائج التي ستحصدينها تستحق الجهد