كل الحذر من تلك النكت التي قد تنطق بها ألسنتنا ونحن لا نعلم إن كانت كذبا أم صدقا
وهذا هو حكم النكت في الشرع وبالفتاوي الموثوق منها كي نتأكد جميعا من صحة هذا الكلام وإليكم الفتوي ...
س : ما حكم النكت المضحكة التي تدور علي ألسنة الناس ؟
النكت المضحكة جائزة شرعا ، إذا روعي فيها الصدق وعدم تحقير الآخرين وهضم حقوق الناس ، لأن الرسول صلي الله عليه وعلي آله وسلم كان يمزح بالحق : حينما جاءت إمرأة تسأل عن زوجها فقال لها :/ " هو الذي في عينيه بياض ؟ " فهذا من المزاح والحق ...
أما الذي يحدث الناس فيكذب عليهم فقد توعده الرسول عليه الصلاة والسلام بالويل والثبور والخسران في الآخرة !
:excl:
س : ما حكم ( النكت ) في ديننا الإسلامي ؟ وهل هي من لهو الحديث علما بأنها ليست استهزاء بالدين ؟
التفكه بالكلام والتنكيت إذا كان بحق وصدق فلا بأس به ولا سيما مع عدم الإكثار في ذلك ، وقد كان النبي صلي الله عليه وآله وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا ، أما ما كان بالكذب فلا يجوز لقوله عليه الصلاة والسلام " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له " !
:excl:
أخرجه أبو داوود والترمذي والنسائي بإسناد جيد
والله ولي التوفيق
العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالي
دي كانت الفتوي وواضحة وصريحة
المشاركة الجاية إن شاء الله هنتكلم بقي عن آداب المزاح التي يجب أن يتحلي بها كل مسلم ومسلمة ...
آداب المزاح في الإسلام
إن الإنسان قد تمر به لحظات فتور عن العبادة , أو ملل من تكاليف الحياة ومشاغلها , ويشعر بحاجة إلى شيء من الترفيه واللهو المباح , فيمزح مع أحد من أهل بيته , أو أصحابه . وهذا مباح كان يفعله النبي صلى الله عبه وسلم , لكن ينبغي للمسلم أن يراعي في مزاحه أمورا وآدابا , ومنها:
=
الأدب الأول : النية الصالحة
فينوي بمزاحه قطع الملل , وصرف السأم والفتور , والترويح المباح عن النفس ، والأعمال بالنيات, فينبغي للمسلم أن يكون له في كل قول وعمل نية صالحة.
=
الأدب الثاني : عدم الإفراط في المزاح
فإن بعض الناس قد يفرط في المزاح بما يتجاوز به الحد المقبول ، وغالبا ما يسقط من عيون الناس فلا يهابونه ، بل يتجرئون عليه ، ويتطاولون عليه حتى السفهاء منهم ، فمن كثر مزاحه نقصت مروءته وضاعت هيبته.
=
الأدب الثالث : عدم المزاح مع من لا يقبلونه
فإن المرء قد يمزح مع بعض الناس الذين يحملون كل قول و فعل على محمل الجد ، أو لا يحبون مزاح هذا الشخص بالذات ، أو نحو ذلك ، فلا ينبغي للمرء أن يمزح إلا مع من يقبل منه المزاح .
=
الأدب الرابع : عدم المزاح في موطن الجد
وذلك لأن هناك أحوالا لا يصلح فيها المزاح :/ كمجلس السلطان ، ومجلس العلم ومجلس القاضي ، وعند الشهادة ، وعند الطلاق ، وغير ذلك ....
=
الأدب الخامس : إجتناب ما حرم الله أثناء المزاح
إذ لا يجوز المزاح واللهو بما حرم الله تعالى ، فمن ذلك :/
(1) ترويع المسلم على وجه المزاح
بعض الناس قد يمزح أحيانا مع صاحب له ، فيعمل شيئا فيفزعه :/ كأن يلبس قناعا مخيفا على وجهه أو يصيح به في الظلام أو يخفي عنه شيئا من متاعه أو غير ذلك ، فهذا لا يجوز ... فلا يجوز إخافة المسلم بحال لا هزلا ولا جدا
(2) الكذب في المزاح
إن كثيرا من الناس لا يبالي في مزاحه فيكذب هازلا بدعوى المزاح و الكذب لا يجوز بحال ، و لهذا فقد كان النبي صلى الله عليه و سلم يصدق في المزاح و في الجد وكان يقول صلى الله عليه و سلم : " إني لأمزح و لا أقول إلا حقا " و لهذا لا يجوز الكذب في المزاح بحال ، وكثير من الناس يكذب في مزاحه ليضحك الناس و خصوصا باستعمال النكات و غيرها و هذا لا يجوز أبدا فقد قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : " ويل للذي يحدث فيكذب ليضحك به القوم ويل له ويل له "
فهو كذب إضافة إلى ما فيه من العيب و القدح في طوائف من الناس .
(3) القدح في طائفة معينة من الناس
كالذي يريد أن يمزح فيرمي طائفة معينة من الناس أو أهل بلد معين أو أصحاب حرفة معينة بما يعيبهم ولا يقصد إلا المزاح بذلك و إضحاك الناس فهذا حرام جدا
(4) قذف الناس والإفتراء عليهم
و هذا موجود كذلك يأتي بعض الناس فيمزح مع صاحبه فيسبه أو يقذفه أو يرميه بالفاحشة كمن يقول لصاحبه : ياابن الزانية ! و نحو ذلك . وهذا واقع ومشاهد للأسف بين طوائف من الرعاع وسفلة الناس . وهذا لا يجوز بل مثل هذا القذف يوجب الحد ولو كان هزلا . ويجب اجتناب مثل هذه الأمور وغيرها مما حرم الله تعالى .
=
الأدب السادس : البعد عن المزاح باليد والألفاظ القبيحة
فإن هذا لا يحبه أكثر الناس و قد يتسبب في مشاكل بين الأصدقاء بحيث يتطور المزاح إلى شجار واقتتال وقد سمعنا بالكثير من الحوادث التي حدثت من جراء ذلك . فلا ينبغي التمازح باليد إلا لمن كانوا معتدين على ذلك أو يتقبلونه من بعضهم كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه و سلم يتبادحون ( أي يقذف بعضهم بعضا ) بالبطيخ أي بقشره بعد أكله ،
و أما المزاح بالألفاظ القبيحة فلا يجوز بحال وقد قال تعالى " وقل لعبادي يقولوا التي هي أحسن إن الشيطان ينزغ بينهم إن الشيطان كان للإنسان عدوا مبينا " الإسراء : 53
فإن المؤمن لا يكون فاحشا ولا بذيئا أبدا
=
الأدب السابع : الإبتعاد عن كثرة الضحك
فإن كثيرا من الناس يفرط في الضحك و القهقهة في مزاحه و هذا خلاف السنة فقد حذر النبي صلى الله عليه و سلم من كثرة الضحك فقال " لا تكثروا الضحك فإن كثرة الضحك تميت القلب " وكذلك كان صلى الله عليه و سلم لا يضحك إلا تبسما
أما كثرة الضحك فإنها تقسي القلب جدا و تميته وأما القهقهة الشديدة فإنها تقسي القلب كذلك كما أنها تذهب الهيبة و الوقار
=
الأدب الثامن : أن يكون أكثر المزاح مع من يحتاجون إليه
كالنساء و الصغار و نحوهم و هكذا كان حال النبي صلى الله عليه و سلم كما سيأتي :
فهذا آخر ما يسر الله من آداب المزاح و عدتها ثمانية آداب
و الحمد لله رب العالمين