جوبا- وكالات الأنباء [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] البشير وسيلفاكير يلوحان للحشود في أول أيام الدولة الوليدة
أنزل
الجنوبيون علم السودان أمس فى ساحة جون قرنق بمدينة جوبا الجنوبية، ورفعوا
محله علم «جمهورية جنوب السودان»، فى إعلان رسمى عن أحدث دولة فى العالم،
بعد عقود من الصراع، وتنفيذا لاتفاق نيفاشا للسلام عام 2005، بينما سارع
دول العالم فى الاعتراف بالدولة الجديدة، وعلى رأسها السودان الأم ثم مصر.
ففى أجواء احتفالية واسعة وحشود شعبية راقصة، وبحضور
وفود دولية رفيعة مهنئة، أعلن رئيس برلمان الجنوب أمس جمهورية جنوب
السودان كدولة علمانية ديمقراطية، وحلف سيلفاكير اليمين الدستورية كأول
رئيس لأحدث دولة فى العالم. وكان سيلفاكير قد شغل منصب رئس حكومة إقليم
جنوب السودان والنائب الأول للرئيس السودانى عمر البشير قبل إعلان
الانفصال رسميا.
وسارع السودان الأم ليكون أول دولة تعترف
بالجمهورية الوليدة، رغم بقاء بعض الملفات الخلافية التى تتطلب حلا بين
الدولتين، كوضع الولايات الحدودية المتنازع عليها. وفى خطوة مفاجئة، أعلن
قطاع الجنوب فى المؤتمر الوطنى الحاكم فى السودان، فك ارتباطه بالحزب
الحاكم فى الشمال، وانضمامه دون شروط إلى الحركة الشعبية، بزعامة سيلفاكير.
وأصبحت
مصر ثانى دولة تعترف بدولة الجنوب، حيث أعلن وزير الخارجية محمد العرابى
أن الوفد المصرى المشارك فى احتفالات إعلان الدولة، برئاسة نائب رئيس
الوزراء يحيى الجمل سلم خطابا رسميا بالاعتراف.
وحضر الاحتفالات
المئات من قادة وممثلى دول العالم، بينهم 30 رئيسا أفريقيا والأمين العام
للأمم المتحدة بان كى مون. وقبل انتهاء الاحتفال، أعلنت الولايات المتحدة
أمس اعترافها الرسمى بالجنوب.
فى غضون ذلك، رفع بعض المحتفلين
العلم الإسرائيلى فى الاحتفالات. وكانت إسرائيل قد تعهدت بالاعتراف
بالدولة الجديدة خلال أسابيع. وكان قد تبنى مجلس الأمن الدولى مساء أمس
الأول بالإجماع قرارا يقضى بإرسال قوة حفظ سلام إلى الجنوب، تضم سبعة آلاف
جندى و900 مدنى وخبير، للإسهام فى إعمار البلاد وإرساء الأمن.
وسلطت
صحيفة التايمز البريطانية أمس الضوء على المصاعب التى ستواجه دولة السودان
الجنوبى بعد مخاض عسير وحروب ونزوح وملايين القتلى، قائلة إن عددا من أشد
الأمراض فتكا مستوطنة فى الجنوب ومعدلات اللقاح هى الأدنى عالميا ونصف
سكان الدولة لا تصلهم المياه الصالحة للشرب فيما يعانى ثلث سكان البلاد
البالغ عددهم تسعة ملايين من المجاعة حتى فى المواسم الوفيرة.
وأضافت
الصحيفة أن معدلات وفيات الأمهات خلال الولادة فى الدولة الفتية هى الأعلى
عالميا، وأن واحدا من كل سبعة أطفال ينجون من الموت عند الولادة، بينما
واحد من بين كل عشرة اطفال ينهى مرحلة التعليم الابتدائى، والنسب بين
الإناث أعلى من ذلك.