بعد الاستقلال بات على دولة جنوب السودان ان تثبت انها قابلة للحياة
بواسطة سايمون مارتيلي (AFP) – منذ 2 ساعةجوبا
(ا ف ب) - بعد اعلان استقلاله السبت بات على جنوب السودان ان يثبت للعالم
انه بحق بلد قابل للحياة رغم فقره المدقع وظروفه الجيوسياسية الصعبة اثر
عقود من الصراع الدامي مع الشمال.وقال جوليوس مويلينغا النائب
السوداني الجنوبي في العاصمة جوبا لفرانس برس الاحد "الاستقلال شيء،
والمضي للامام معا نحو بلد فاعل شيء اخر".وتناهز مساحة جنوب
السودان ربع مساحة السودان القديم وغالبية سكانه وعددهم 8,5 مليون نسمة
يدينون بالمسيحية وقد انفصل عن الشمال المسلم بعد نحو نصف قرن من الحروب
بين المتمردين الجنوبيين وقوات الخرطوم تخللته بضع سنوات من الهدوء النسبي.واعلن
رئيس برلمان جنوب السودان جيمس واني ايغا استقلال الجنوب السبت في احتفال
اقيم في جوبا وحضره الالاف من الجنوبيين الذين عمهم الفرح العارم وحضره
ايضا زعماء وقادة من انحاء مختلفة من العالم بينهم الامين العام للامم
المتحدة بان كي مون.وقد سارع المجتمع الدولي وعلى راسه الولايات
المتحدة والصين وروسيا والاتحاد الاوروبي بالاعتراف بالبلد الافريقي
الوليد الذي دمرته حرب خلفت ملايين القتلى، وتعهدت بتقديم الدعم له.واكد سالفا كير اول رئيس لجنوب السودان في كلمة القاها السبت ان سلطات هذا البلد الجديد امامها مهمة ضخمة.وقال
"يقول خصومنا انه لا امل لنا .. معولين على سقوطنا في براثن حرب اهلية ما
ان يتم رفع علمنا"، مكررا عرضه العفو عن المتمردين على الجيش الجنوبي
الذين يتخلون عن السلاح.وثمة مشكلة اخرى كبيرة تواجه جنوب السودان
تتعلق بالامن على حدوده مع الشمال، خاصة بمحاذاة ولاية جنوب كردفان،
الولاية الوحيدة المنتجة للنفط في الشمال والتي شهدت اندلاع قتال في
الخامس من حزيران/يونيو بين قوات الخرطوم والميليشيات الموالية للجيش
الشعبي (الجنوبي) لتحرير السودان.وهناك ايضا منطقة ابيي المتنازع
عليها مع الشمال والتي احتلتها قوات الخرطوم في 21 ايار/مايو ما اسفر عن
نزوح اكثر من 100 الف نسمة باتجاه الجنوب.وصرح كير بقوله "اتعهد امامكم اليوم بالعمل على تحقيق السلام العادل والدائم للجميع".من
جانبه دعا رئيس السودان عمر البشير الذي حضر مراسم استقلال الجنوب في جوبا
السبت الى السلام والى علاقات اخوية بين الجنوب والشمال، وقال "مسؤوليتنا
المشتركة تتمثل في بناء الثقة" ما يسمح بتسوية "المسائل العالقة" في اشارة
بالاخص الى تقاسم الثروات النفطية ووضع المناطق الحدودية المتنازع عليها.كما
تعهد سالفا كير ب"دعم التنمية ورفاهية الشعب" في بلد يتمتع بثروات نفطية
ضخمة بينما تكاد بنيتة التحتية تكون معدومة ويواجه استيعاب اعداد ضخمة من
النازحين من ابناء الجنوب الذين بدأوا بالعودة الى وطنهم مع اقتراب آفاق
الاستقلال العام الماضي.وقد وعدت دول عدة بدعم اقتصاد الجنوب واشار
الرئيس الروسي دميتري مدفيديف الى اهتمام رجال الاعمال الروس بالموارد
الطبيعية البكر لهذا البلد.واليوم يشكل النفط 98% من عائدات جنوب السودان غير ان الخبراء يحذرون من ان انتاج النفط سيتضاءل خلال العقود المقبلة.ولكن
جنوب السودان يمكن ان يصبح مقصدا رئيسيا لمحبي رحلات السفاري بما يتمتع به
من طبيعة عذراء وهجرات للحيوانات البرية وان كان شبح العنف الذي يندلع بين
الحين والاخر يهدد امكانية قيام صناعة سياحة واعدة على المدى القصير في
المنطقة.